منتدى غرفة النصرة الإسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى غرفة النصرة الإسلامية


2 مشترك

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر

    العزيزة بذلى لله
    العزيزة بذلى لله
    عضو جديد
    عضو جديد


    رسالة قصيرة SMSالنص
    انثى عدد المساهمات : 58
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    الموقع : مصر

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر Empty درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر

    مُساهمة من طرف العزيزة بذلى لله الإثنين ديسمبر 21, 2009 11:47 am


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أقدم لكم درس العقيدة السابع
    منقول من احد المنتديات لاحد الاساتذه



    القاعدة الثامنة:العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم: والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وآما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة

    1_العصمة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلال

    العصمة في الدين بحيث لا يرد الخطأ مطلقا ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلملأنه لا يمكن أن يتطرق إليه خطأ في الدين، ولو أنه حدث منه شيء على سبيل البيان والتشريع، فإن الله عز وجل لا بد أن يسدده، وعلى هذا فإن كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فإنه على الكمال وهو وحي الله ولا يمكن أن يتطرق إليه الباطل بإطلاقلأن العصمة تعني عدم ورود شيء مما ينافي الحق


    2_الأمة في مجموعها معصومة من الضلال ، ما معنى في مجموعها ؟

    معنى ذلك أن الحق لا يخرج عن مجموع الأمة ، قد لا تجتمع كلها على أصول الحق لكن يبقى منها طائفة على الحق، وقد يكون الحق أحيانا مع طائفة في جانب،ومع طائفة أخرى في جانب، ولا يصفوا الحق في طائفة كاملة إلا في أهل السنة والجماعةلأن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم (
    ومعنى الأمة في مجموعها لا تجتمع على ضلالة وهذا نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم(لا تجتمع أمتي على ضلالة(


    3--ماحكم ما اختلف فيه الأئمة وعلماء المسلمين ؟

    ما اختلف فيه علماء المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وغيرهم نتحاكم فيه إلى الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة على منهج الاستدلال وعلى المرجعية في فهم الكتاب والسنة فهو المقبول وغيره مردود، لكن رده لا يعني الاعتداء على المخطئ خاصة العالم بل يجب أن يبقى له حقه و يبقى له قدره واحترامه، ووقوعه في الخطأ لا يعني ذلك اختلال المنهج عند العالم، العالم الراسخ المستقيم على السنة يبقى في الأصل على المنهج، لكن مفردات أطواله جزئيات اجتهاداته قد يقع فيها خطأ


    4--ما المقصود بذلة العالم ؟

    العالم قد يذل وليس المقصود الذلة في بعض الفتاوى الجزئية،الذلة الخطيرة هي التي توقع الأمة في فتنة توقع الناس في شبهة، أو توقع في مفسدة عظمى، هذه هي الذلة الخطيرة، أحيانا تكون ذلة منهجية أو ذلة في فتوى تخرق قواعد الشرع القطعية،تخرق النصوص الثابتة فذلة العالم إذا كانت في أمر خطير يجب أن نعالجها بالأصول الشرعية

    5--كيف نعرف ذلة العالم ؟

    الذلة نعرفها بعرضها على الكتاب والسنة، من قبل العلماء نعرفها بموقف العلماء، نعرفها بأثرها على الأمة، إذا كان أثر يؤدى إلى فتنة أو مفسدة أو فرقة،فإن ذلك يعني أنها ذلة عالم نتجنبها ونرد هذه الذلة ولا نعمل بها ونعتذر للعالم لأنه اجتهد فأخطأ وخطاه مغفور وله اجر على أجتهاده


    عدل سابقا من قبل العزيزة بذلى لله في الخميس ديسمبر 24, 2009 9:22 am عدل 2 مرات
    العزيزة بذلى لله
    العزيزة بذلى لله
    عضو جديد
    عضو جديد


    رسالة قصيرة SMSالنص
    انثى عدد المساهمات : 58
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    الموقع : مصر

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر Empty درس العقيدة الثامن

    مُساهمة من طرف العزيزة بذلى لله الإثنين ديسمبر 21, 2009 12:01 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم


    القاعدة التاسعة: 9) في الأمة محدثون ملهمون: كعمر بن الخطاب، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وفيها كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع .

    والرؤية الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة علام تشتمل هذه القاعدة؟



    تشتمل هذه القاعدة علي ثلاثة أمور وهي


    1-- الإلهام

    2-- الرؤيا الصالحة

    3-- الفراسة


    1- الإلهام : هو ما يلقيه الله عز وجل في قلوب بعض عباده لإدراك الحق

    في قضية قد تشكل على الأمة سواء كانت قضية فردية أو قضية جماعية.

    2- الرؤية الصالحة: هي التي تتوافق فيها شروط الرؤية،


    وأهم شروط الرؤية أن توافق الكتاب والسنة وألا تتعارض مع الحق.


    3- الفراسة
    أخيرا كل هذه الأمور الرؤية الصادقة والفراسة والإلهام والكرامات ليست مصادر للتشريع،


    بمعنى لا يأخذ منها دليل شرعي مستقل عن الكتاب والسنة،

    فهي مبشرات مؤيدات للنصوص



    -ما الشروط الواجب توافرها في الرؤية الصالحة ؟

    هي التي تتوافق فيها شروط الرؤية،

    وأهم شروط الرؤية أن توافق الكتاب والسنة وألا تتعارض مع الحق


    --ماهي أصناف مايراه الناس في المنامات ؟

    النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث الصحيح أن ما يراه الناس في المنامات على ثلاثة أصناف:


    الصنف الأول: التي هي رؤيا حق.


    الصنف الثاني: رؤيا عبارة عن انطباعات أو أحلام، ما يحدث به الإنسان نفسه في اليقظة أو ما يسمعه ويتلقاه من الأحداث والمشاكل، فينعكس هذا على شكل أحلام .



    النوع الثالث: الذي ذكر النبيصلى الله عليه وسلم رؤيا من تحزين الشيطان من عبث الشيطان بالإنسان، خاصة إذا لم يعمل المسلم بالأسباب المشروعة لحمايته من عبث الشيطانكأن ينام بلا و رد أو ينام على معاصي فإنه يتسلط عليه الشيطان فيأتيه بأحلام ويوهمه بأنها رؤى صالحة وهذا كثير في الناس


    -- ما هي أنواع رؤيا الحق ؟
    رؤيا الحق على نوعين


    النوع الأول: الرؤية الصادقة الصريحة التي تأتي كفلق الصبح لا تحتاج إلى تأويل،

    فمثلا إنسان رآى في منامه أنه يحفظ القرآن، توافرت في هذه الرؤيا شروط الرؤيا الصالحة، فغالبا أنه بإذن الله سييسر له حفظ القرآن أو نحو ذلك من الرؤى التي لا تحتاج إلى التأويل لأنها تفسر نفسها.


    النوع الثاني: رؤيا عبارة عن أمثال تضرب للناس برموز بأسماء بأحوال بأشكال مثلا إشارات يعرفها أصحاب الرؤى الصادقة


    --ما الكرامات ؟ وما هي الكرامة الحقيقية ؟

    الكرامات: هي من جنس الإلهام ومن جنس الرؤى، لكن ليس كل ما يحدث للإنسان من خوارق الأمور يعد كرامة ، والكرامة لا تكون إلا بحق ولا تكون إلا بمقتضى الكتاب والسنة،لا تكون في تأييد بدعة ولا تأييد ظلم ولا تأييد عدوان ولا تكون أيضا من الأمورالتي تؤدي بالإنسان إلى الوقوع في معصية أو بدعة، فإذا كانت كذلك فليست كرامة،فهي من خوارق ومن عبث الشيطان بالإنسان.

    والكرامة الحقيقية: هي التي تؤدي بصاحبها إلى قوة الإيمان والتواضع وأن يكره ذكرها ونشرها خوفا من الرياء


    - ما أسباب فتنة المسلمين بالكرامات ؟

    يفتن المسلمين بالكرامات لعدة أسباب:

    أولاً: أنها قد تأيد بدعة فيظن أنه بذلك مؤيد على حق وهو على باطل.

    ثانيا: أن بعض الناس إذا رأى كرامة، أو رويت له إذا صارت له كرامة أو فعلت له ظن

    أن ذلك دليل الولاية اللازمة والأبدية، وهذا لا يلزم ثم يشرع في نشرها والتحدث بها،

    والافتخارو الغرور بها؛ فيؤدي هذا إلى استدراجه إلى الباطل والبدعة والغرور والرياء؛

    فيحبط عمله فتكثر عليه الخوارق التي تشبه أو تختلط بالكرامات وهي ليست كرامات


    --ما الذي ينبغي علي كل من يحدث له أمر خارق ؟

    ينبغي أن يعرض كل إنسان يحدث له ما هو خارق أو غريب يعرضه على مقتضى الكتاب والسنة،إن كان يفقه وإلا فيعرضه على العلماء الربانيين، ولينظر إن كانت كرامة؛ فليحمد الله عز وجل عليها، وليسأل الله التثبيت ولا ينشرها ولا يفتخر بها.

    --هل الرؤية الصادقة، والفراسة، والإلهام، والكرامات من مصادر التشريع ؟
    الرؤية الصادقة، والفراسة، والإلهام، والكرامات، ليست مصادر للتشريع،

    بمعنى لا يأخذ منها دليل شرعي مستقل عن الكتاب والسنة، فهي مبشرات مؤيدات للنصوص،فإذا لم يكن الأمر كذلك فلا يعتد بها فتكون من باب الابتلاء أو عبث الشيطان ليست مصدرا للتشريع
    محبة الشهادة
    محبة الشهادة
    مشرف
    مشرف


    رسالة قصيرة SMSسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    انثى عدد المساهمات : 14
    تاريخ التسجيل : 08/12/2009
    الموقع : مـــحـــبـــة الـــشـــهـــادة

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر Empty رد: درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر

    مُساهمة من طرف محبة الشهادة الإثنين ديسمبر 21, 2009 4:20 pm

    بارك الله فيك وكتب الله أجرك ووفقنا الله واياك لما يحبه ويرضاه
    العزيزة بذلى لله
    العزيزة بذلى لله
    عضو جديد
    عضو جديد


    رسالة قصيرة SMSالنص
    انثى عدد المساهمات : 58
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    الموقع : مصر

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر Empty درس العقيدة التاسع

    مُساهمة من طرف العزيزة بذلى لله الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 11:12 am

    القاعدة العاشرة والحادية عشر والثانية عشر ل: دناصر العقل



    القاعدةالعاشرة:المراء في الدين مذموم: والمجادلة بالحسنى مشروعة وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك، ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه .

    ما المقصود بالمراء؟

    المراء: صنوف كثيرة أهمها وأخطرها الجدال بغير حق، وبغير قصد الحق، الانتصار للرأي، الانتصار للمذهب، الانتصار للقوم، التشفي من المخالف، أيضا عدم الوقوف على الدليل، الذي يسمى التمادي، يعني المسلم قد يجادل ويعني يقارن الحجة بالحجة والدليل بالدليل، يسأل فيجاب، لكن إذا تعدى الأمر أكثر من ذلك بمعنى أن يعيد السؤال لغير حاجة يلح بالقضية والشبهة مرة أخرى كأنه يريد أن يصر على قوله لا يكتفي بمجرد أخذ الدليل أو الاستفهام من الدليل، بل يزيد مرة أخرى يماري يعني يكرر الكلام لغير حاجة، هذا يسمى مراء.

    إذًا الكلام للحاجة بالضوابط الشرعية هذه مجادلة بالحسنى، أما ما زاد عن الحاجة وما وقع في ما نهى الله عنه من الانتصار للباطل، انتصار للهوى، عدم التوقف عن الحجة والدليل، فإن هذا يعد من الأمور المذمومة وهو المراء في الدين، أما المجادلة بالحسنى فهي مشروعة بشروطها لكن ما معنى بالحسنى؟

    وما المجادلة؟

    المجادلة أولا: هي النصيحة في الدين، أن تنصح لأحد فتبين له وجه الدليل، وتفهمه ما لم يفهمه إذا كنت فقيه، وأن يكون ذلك على مقتضى الكتاب والسنة، وأن يكون ذلك بقصد حسن أن تقصد الحق قصد الحق، أن تتجرد من الهوى ومن الرأي أن تتمثل قاعدة الإمام الشافعي - رحمه الله - وهي قاعدة ذهبية عظيمة هي مقتضى الكتاب والسنة يقول: "والله ما جادلت أحدا إلا تمنيت أن يجرى الله الحق على لسانه" أقسم أنه تمنى أن يجري الله الحق على لسان خصمه لماذا؟ لأنه طالب حق يتمنى أن ينقذه الله من رأي خاطيء أو اجتهاد خاطيء.

    وهكذا يجب أن تكون المجادلة، تكون بالكتاب والسنة بقصد الحق التجرد من الهوى والتسليم والإذعان للدليل، إذا قال خصمك: قال الله عز وجل، وفهمت قول الله وعرفت أنه حجة في هذا الباب فتتوقف وتقول آمنا بالله، وإذا قال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاءك الدليل وأنه حجة، تقول: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قلبي وبصري وسمعي لا أحيد عنه، تترسم ذلك قبل النقاش قبل المجادلة، أيضا عدم التعصب أيا كان، من شروط المجادلة بالحسنى ألا تتعصب وألا تنتصر لنفسك، وألا تحرص على هزيمة خصمك، لا تحرص على التشفي كما يفعل بعض المجادلين، وإذا رأيت من خصمك استعدادا لقبول الحق فشجعه على ذلك، لا تفرح عليه لا تشعره بأنك انتصرت فتنتفخ وتنتفش، فربما يؤدي ذلك إلى رده عن الحق وحجبه عن قبول الحق.

    فليتق الله المجادل وليلتزم أيضا أدب الحوار، يتكلم برفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) والرفق يشمل: الرفق في العبارة، والرفق في التعامل، والرفق مع الخصم والرفق خلال عرض الحجة، الرفق أيضا بالصيغة والأسلوب، فلا يؤدِ بك الخصام إلى رفع الصوت أو اللجاجة أو التكرار لغير حاجة، وعليك بالحلم والتأدب، وأن يكون رائدك في المجادلة النصيحة، سواء للمسلم أو لغير المسلم، يكون رائدك النصيحة وهداية الآخرين، تكون حريص على الهداية، ثم تاج ذلك كله أن تكون المجادلة بعلم وفقه، لاتجادل وأنت لا تعلم.


    ومن هنا أنبه إلى ظاهرة خطيرة انتشرت خاصة عبر وسائل الإعلام والإنترنت، وهي أن كثيرا من شبابنا تأخذهم الغيرة للدفاع عن الدين إلى أن يجادلوا بغير علم، وأن يخاصموا المخالفين بغير حجة ولا فقه ولا عمق، فأحيانا بل كثيرا ما يقولون على الله بغير حق، وكثيرا ما يوقعون الحق في حرج، يقولون أشياء ليست حق، يظنون أنها حق؛ لأنهم ليس عندهم فقه في الدين يستفزهم الخصم، يقعون في المهاترات، هذا كله؛ لأنهم لم يدخلوا بعلم، ظنا منهم أنه لا بد أن يدافعوا عن الدين غيرة نقول: لا من شرط الدفاع عن الدين أن تكون على علم وبصيرة والله عز وجل نهاك عن أن تدخل بلا علم والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾[الإسراء: 36]، أما أن يهلك بعض الناس أن يقعوا في شبهات وبدع فالله يتولاهم، ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾[البقرة: 727]، وثق أن الله عز وجل سيسخر من أهل العلم و الفقه والعمق في العلم من يقوم بالحجة، لكنك يجب أن تصبر وأن تحلم وأن تهيأ نفسك.


    ثم أخيرا في هذه القاعدة أقول يجب أن يكون المسلم متجرد، لا عن الحق كما يفهم كثير مع الأسف من الكتاب والباحثين الذين ظنوا أن التجرد تجرد عن الحق، لا، الذي يملك الحق وهو المسلم لا يجوز أن يتجرد على الحق، لكن يتجرد عن الهوى، وهذه مسألة مهمة جدا؛ لأن بعض الناس يظن معنى التجرد ألا يكون له عقيدة ولا رأي، لا هذا خطير قد يوقع في الردة، بل يجب أن تلزم عقيدتك ومسلمات دينك ويكون المحتكم هو الشرع في جميع أمورك فلا تتخلى عن دينك بدعوى التجرد، إنما المقصود بالتجرد التجرد من الهوى بالتزام ثوابت الحق ومسلماته التجرد من الرأي المسبق، البحث عن الحق من خلال الدليل، ولا تبحث عن الدليل الذي يؤيد ما في نفسك، تقع في الهلكة، الكثير ممن يجهلون هذه القاعدة تجده في نفسه شيء يميل إليهت عنده رأي يقلد جماعة أو حزب أو شيخ أو عالم يؤسس في نفسه هذا التقليد فيذهب ليستدله، هذا خطأ بل انحراف، بل يجب أن يكون رائدك البحث عن مواطن الحق في ثنايا الدليل، وأن تتجرد تجردا كاملا عن أي فكرة سابقة إلا الثوابت نتكلم الآن عن الاجتهاديات إلا الثوابت الثوابت لا نتجرد منها أما ما عدا ذلك فيجب أن يكون البحث عن الحق من خلال الدليل لا البحث عن الدليل الذي يؤيد الرأي فإن الإنسان يهلك في هذا، الله عز وجل يقول ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾[ص: 26]، يضلك حتى ولو بحثت عن الدليل لأن الله عز وجل يقول ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾[آل عمران:7 ]، وهو القرآن قد يكون كما هو هدى وعصمة لمن وفقهم الله عز وجل لمن واتبعوا السبيل الرشيد كذلك هو عمل وهلاك لمن أخذه على غير وجهه.


    القاعدة الحادية عشرة: (يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد كما يجب في منهج الاعتقاد و التقرير، فلا ترد البدعة بالبدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس).

    أيضا هذه قاعدة منهجية عملية تطبيقية، لكني لعله من المفيد أن أعيد الإخوة المشاهدين إلى مسألة نسيتها: وهي مهمة جدا إتماما للقاعدة السابقة العاشرة وهي: ما الأشياء التي أمرنا بالإمساك عنها؟
    فيه أشياء كثيرة أولا: أي شيء من الدين لا علم لنا به يجب الإمساك عنه، أي شيء من الدين صغير أو كبير لاعلم لك به يجب ألا تخوض فيه بغير حق، بل تأثم أشد الإثم حتى وإن كان دافعك الغيرة، أو البحث عن الحق، إن كنت لا تملك آلية البحث عن الحق فيجب أن تمسك عن كل ما لا تعلمه من أمور الدين، وما أجرأ الناس اليوم على خرق هذه القاعدة، كنا نعهد في سنين ليست بالبعيدة أن عامة الناس والشباب وغيرهم إذا تكلم أحد في الدين وجدنا عندهم هيبة في القول في الدين يتطلعون إلى رأي العالم يتطلعون إلى طالب العلم، إذا ما منهم عالم قالوا: ياجماعة هذه نسأل عنها العلماء الآن انعكس الأمر في كثير من المجالس لا بأس أن نذكر أمراضنا التي نعالجها في كثير من المجالس الخاصة والعامة تجد الناس جرءاء على الدين، وقد تثار قضايا كبار احتار فيها واختلف فيها كبار الأمة في عهد الصحابة إلى يومنا هذا، وإذا طرحت في بعض المجالس تجد الرويبضة قليل العلم قليل الأدب هم الذين يسبقون الحاضرين فيها وتجد له رأي دون تبصر بل أحيانا يسيطر على الموقف بحيث يعادي ويوالي على رأيه، في قضية كبيرة تجد العلماء لا يزالون يبحثون فيها، فلا عن القضايا المعاصرة والنوازل التي نزلت على الأمة وتحتاج مثل الأحداث الكبرى وقضايا الطب وقضايا العلم الحديث قضايا المشتبهات الوسائل المدنية الحديثة ما الموقف منها الاقتصادية وغيرها، هذه أمور كبار نجد أن الناس جرءاء فيها ولا يرجعون إلى أهل العلم فيها، ولا يحترمون أهل العلم فيها فهذا قول على الله بغير علم وهو مما يعني وقوع فيما نهى الله عنه وعدم امتثال أمر الله في الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، ومن ذلك القدر والغيبيات كل أمر غيب يجب ألا تتكلم فيه بغير علم عندك دليل تكلم فيه، ما عندك دليل هو غيب غائب عنك عن جميع مداركك ومعنى الغيب هو غائب عن جميع الحواس والمدارك، ما كان في متناول الحواس والمدارك والعلم التجريبي أو المشاهدة فليس بغيب.

    من هنا الغيب هو ماغاب عنك مما أخبر الله عنه أو أخبر عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجب الوقوف فيه على قدر النصوص، ولا يتكلم فيه الإنسان بغير علم.
    كذلك قضايا المناهج الكبرى قواعد الدين، قضايا العقيدة الأصول الثوابت المسلمات، هذه تأخذ على التسليم ولا تناقش، لا، لأن المسلم محذور أن يفكر بعقله، لكن لأن الله أراحه، ومما أنعم الله به على هذه الأمة أن الله عز وجل أراحها من أن تتكلف البحث عن أمور لا تطيقها منها أمور العقيدة والغيبيات.

    نعود إلى القاعدة الحادية عشرة: وهي سهلة تطبيقية، أنه كما يجب الالتزام في منهج الوحي في التأصيل وهو التزام الدليل ومصادر الكتاب والسنة بالتزام المنهج الذي ذكرته قبل قليل في الجدال والمراء والمجادلة بالحسنى، كذلك كما يجب هذا في التأصيل والعلم والفقه في الدين، كذلك يجب في الرد، لماذا قلنا هذا؟ لأن بعض الناس قد تجده عند التقرير والبيان يخرج من سمته ويستعمل ردود الأفعال قد يعالج الغلو بالتفريط، فإذا رأى الناس تشددوا أو غلو راح يتساهل في الدين كما يفعل المسئولين الآن عبر كثير من الوسائل، لما رأو بعض طوائف الأمة نزعوا إلى الغلو والعنف راحوا إلى الطرف الآخر المعاكس؛ فميعوا الدين، وأضاعوا معالمه بدعوى حرب الغلو فهذا خطأ في الرد.

    إذا أردت أن ترد على الغلاة فرد عليهم بمنهج الاعتدال، وكذلك العكس هناك من راح يعالج مظاهر الانفلات، ومظاهر التميع في الدين، مظاهر التساهل بالغلو الذي نتج عنه التكفير والتفجير زعما منهم أن هذا هو الرد الحقيقي الذي نرد به الباطل، وهذا كله خروج عن منهج الإسلام منهج الاعتدال؛ ولذلك نجد كلا الفريقين الذين شطحوا في الرد بالمنهج هذا أو ذالك كل منهم أساء إلى الإسلام؛ فتشوشت مفاهيم الأمم تجاه الإسلام اليوم، تشوشت مفاهيم حتى كثير من المسلمين عامة المسلمين وناشئتهم تشوشت مفاهيمهم تجاه اعتدال الدين ووسطيته؛ لأنهم يرون المنهج الخاطيء في الرد.
    فلا يرد البدعة ببدعة، ولا يرد الغلو بالغلو، ولا يرد الإفراط بالجفاء أو التفريط بالجفاء، يعني مثلا الذين يردون البدع التي أحدثها الناس في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد يكون عند بعضهم شيء من الجفاء في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء وقعوا في خطأ خطأ شنيع، والأنموذج في هذا أن يكون المسلم معتدل في محبته لله ومحبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - محبته للخير وألايرد بدع الناس التي ابتدعوها في الدين ببدع مقابلة أو بنحوه، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس.


    عدل سابقا من قبل العزيزة بذلى لله في الخميس ديسمبر 24, 2009 9:27 am عدل 1 مرات
    العزيزة بذلى لله
    العزيزة بذلى لله
    عضو جديد
    عضو جديد


    رسالة قصيرة SMSالنص
    انثى عدد المساهمات : 58
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009
    الموقع : مصر

    درس العقيدة السابع والثامن والتاسع والعاشر Empty درس العقيدة العاشر

    مُساهمة من طرف العزيزة بذلى لله الخميس ديسمبر 24, 2009 9:19 am


    القاعدة الثانية عشرة - (كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

    نعم هذه أيضا من القواعد الكبرى العظيمة التي يحتاجها المسلمون دائما في كل زمان وفي هذا الوقت بشكل أكبر لماذا؟ لأن الجهل بهذه القاعدة وعدم تحكيمها وهي قاعدة متقنة محكمة أدى بكثير من المسلمين إلى الوقوع بأنواع البدع: البدع الاعتقادية، البدع في العبادات، البدع في المناهج، البدع في التعامل، البدع في السلوكيات إلى آخره، مع أن أغلب البدع، أو الأصل في البدع أنها تكون في العقائد والعبادات، أغلب أمور السلوكيات والأخلاق والتعامل تحكمها المصالح العامة، وتعتبر من الأمور التي الأصل فيها الحل والإباحة، وسائل الحياة وأمور التعامل والأخلاق، وكذلك تناول ما يسره الله عز وجل للعباد من خيرات الأرض وما فيها من كنوز كل ذلك الأصل فيه الإباحة، وقل أن يدخل فيه الابتداع إنما الابتداع يكون في العقائد وفي العبادات وفي الأعياد وتدخل فيه الاحتفالات، هذا أغلب الابتداع الذي وقعت فيه الأمة ولا تزال تقع، مع أن المتأمل لأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - التي جاءت لحماية الأمة من البدع يجدها من أقوى الأحكام، ومن أقوى القواعد في وضوحها وإحكامها وفي سد منافذ الفهم الخاطيء فيها، يعني جاء التحذير من النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن البدعة على وجوه متعددة من الألفاظ المحكمة الموجزة المتقنة التي لا يمكن أن تتأول ولا تخترق، وهذا فيه إشارة إلى أن الأمة سيكون فيها من يقع في البدع مجمل ومفصل، جاء محكم، جاء بين لا لبس فيه يعني يتصف عند المتخصصين بالحدية، حدي لا يمكن تجاوزه
    ، وسأضرب لكم الأمثلة.

    أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على( أن كل بدعة ضلالة)، ثم أضاف عبارة في لفظ آخر ودائما عبارات النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تعددت فهي تشمل معانٍ تعدد الألفاظ يدل على تعدد المعاني وإحكام الأمور، فالنبي - صلى الله عليه وسلم -
    ورد عنه في هذه القاعدة عدة ألفاظ منها قوله - صلى الله عليه وسلم -( كل محدثة في الدين بدعة) أنظر إلى الإحكام عبارات محدودة بينة لا لبس فيها ولا غموض جامعة مانعة.
    النبي - صلى الله عليه وسلم - من خصائصة أنه أوتي جوامع الكلم، الكلمات تشمل ملايين المعاني والمفردات في ثلاث عبارات، (كل محدثة في الدين بدعة).
    أولاً: كلمة كل ماذا تعني؟ ثم قال (كل محدثة) بعض الناس قد يقول: إن هذا يعني المحدثات عموما، لا (كل محدثة في الدين) قال: بدعة.
    ومن هنا أحب أن أنبه طلاب العلم خاصة من الغفلة أحيانا البحث عن تعريفات البدعة، تعريف الناس للبدعة مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرفها تعريفا جامعا شاملا كاملا لا مزيد عليه، ولذلك أرى أن نقتصر على هذا التعريف.
    إذًا قيل ما البدعة؟ نقول: (كل محدثة في الدين بدعة) هذا نص حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ونستريح من الخلافات في البدعة، هذا أمر الأمر الآخر النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا زيادة في بيان أن البدعة كلها مذمومة، قال: (وكل بدعة ضلالة) حتى لا يأتينا من يتحزلق ويقول لنا:
    إن هناك بدعة حسنة، أو بدعة هي فيها هداية، أو فيها خير، كيف تكون بدعة حسنة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (وكل بدعة ضلالة)، مطلقا تشمل ملايين المفردات أيضا نجد هذه المسألة أحكمت في نصوص أخرى، مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذه النصوص متواترة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) لاحظوا كيف (من أحدث في أمرن) ما أمرنا؟ هو أمر الدين ما ليس منه -من أمر الدين- ما لم يأتِ منه مما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو رد: يعني مردود على صاحبه.
    والرد: كلمة حازمة انظر كيفية اختيار العبارة فهو رد: مردود لا يمكن قبوله اعتقادا ولا قولا ولا عملا، وأيضا لما ورد احتمال أو قد يرد، لما كان قد يرد على أذهان بعض الناس احتمال تأويل الكلمة جاءت بلفظ آخر، قال (من عمل عمل) الأولى: من أحدث في أمرنا، والثانية: قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، فهذا يعني جميع العمل: عمل القلب، وعمل الجوارح، وتعرفون أن من أصول السنة القطعية أن الإيمان اعتقاد، وقول، وعمل، وعلى هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -(من عمل عمل ليس عليه أمرن) يشمل الأعمال القلبية الاعتقادية، وأحوال القلب، ويشمل القول، ويشمل الأفعال التي هي العبادات ونحوها مما هو من البدع.
    نخلص من هذا أنا إذا رددنا هذه القاعدة إلى قواعد أخرى صارت أكثر إحكاما من القواعد الأخرى التي قلنا فيها أن مصدر الدين ما هو؟ الكتاب والسنة، ثم قلنا: إن الله أكمل الدين لا يحتاج إلى زيادة ولا إلى نقص، وكمال الدين يتنافى مع إحداث بدع كمال الدين يتنافى تنافيا قطعيا عقلا وشرعا وعرفا وعلى مقتضى الفطرة، والواقع يتنافى إذا قلنا أن الدين كامل هل يعقل أنا نقبل بدعة في الدين أو حدث في الدين أو نقص أو زيادة، إذن مادام الله عز وجل أكمل الدين فتأتي مسألة أخرى وهي أيضا أن الله قد تكفل بحفظ الدين وجعله ظاهرا؛ لأنه قد يقول إنسان جاهل أو متحزلق أو منافق نعم، أكمل الله الدين لكن الناس أضاعوا الدين، نقول: إذا كان بعض المسلمين أضاعوا بعض العمل بالدين فلا يعني أن الدين بذاته ضاعت معالمه؛ لأن مصادره محفوظة، وأن الله عز وجل كما أكمل الدين تكفل بحفظه وجعل نبيه - صلى الله عليه وسلم - خاتما للأنبياء، لألا يحتاجوا الناس إلى نبوة، وإذا احتاجوا إلى شيء جديد للدين يبتدعونه لاحتاجوا إلى نبوة؛ لأنه لو فتحنا باب الإحداث في الدين كل إنسان سيذكر من الدين ما يحلوا له، ما يميل إليه قلبه وعاطفته ورغباته حتى وإن سماه دين يدخل الشيطان على الناس، وكل يدعي أن ما يعتقده ويقوله مما لم يرد في الكتاب والسنة ويفعله ويهواه أنه دين لا سيما أن الشيطان دخل على أهل البدع مدخل خطير، وهو أنه دخل عليهم بدعوى أن ما يحدثونه يدخل في نصر الدين أو في تأييد الدين، فمثلا بدع الاحتفالات بزعم منهم أنها محبة لمن يحتفلون في حقه من الأنبياء والصالحين، وهذا مدخل للشيطان خطير التبرك الاحتفاء بالأشخاص والأشياء على أكثر مما ورد به الشرع يأتي باسم محبة أولياء الله، فيأتي باسم التدين.
    ومن هنا أكبر خطر في الابتداع أنه يأتي باسم التدين باسم التعبد الإلهي بأشياء، أو محبة الله عز وجل، أو محبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو محبة أولياء الله، وهذه مداخل خطيرة، مع أن الله عز وجل وفى من الأحكام والأفعال والاعتقادات في هذه الأمور ما لا يمكن أن يحتاج الناس بعده إلى شيء من الدين.
    إذن فلا يمكن لأحد أن يحدث شيئا ويزعم أنه من الدين بحال من الأحوال وعلى هذا سيأتي -إن شاء الله- من خلال الدروس القادمة نماذج لمثل هذه الأمور من البدع وغيرها ترد على مقتضى الكتاب والسنة ومقتضى هذه القاعدة، نسأل الله الجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.وهكذا انتهت القواعد الثانية عشرة
    هل هناك اسئلة؟؟؟؟

    هل هناك بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة؟
    بلا شك البدع فيها مكفرة وفيها وغير مكفر، البدعة: هي كل شيء محدث في الدين كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك من أحدث في الدين شركيات تنافي الاعتقاد، هناك من أحدث في الدين أمور ردة هناك مثلا من أحدث في الدين أن قصر الصلاة على ثلاثة وهذا وجد من المفتونين حتى في التاريخ المعاصر، وأنا أذكر أحد مدعى النبوة قبل سنين ليست بالبعيدة، ابتدع أمورا يعني دعوى النبوة نفسها بدعة مكفرة في الدين ودعوى اختصار الصلوات الاستغناء عن أركان الإسلام دعوى استباحة بعض الشركيات الصريحة، هذا كله من البدع المخرجة من الملة المكفرة، لكن ينبغي أن ننبه إلى ما ذكرته وسأذكره في كل مناسبة لخطورته، لا يعني أن كل من فعل ذلك نكفره لأول وهلة، ليس كل من فعل بدعة مكفرة مخرجة من الملة نحكم على عينه حتى نتثبت، ربما يكون متأول، ربما يكون جاهل، ربما يكون اشتبه عليه، الأمر ربما يكون مكره، ربما يكون أحيانا فعل شيء نظنه شركي وهو على وجه آخر ليس بشركي، على سبيل المثال وهذا أكرره دائما لأنه بين، لو رأينا إنسانا عند القبر وفجأة هذا الشخص سجد، هذا فيه احتمال أن يكون سجد لغير الله فيكون شرك، فيه احتمال أنه يكون تذكر نعمة من نعم الله فنسي أنه عند القبر فسجد شكرا لله، هذه أخطأ، لكن هل وقع في الشرك على هذه الصورة؟
    لذلك يجب أن نحتاط لذممنا أولا نحتاط.
    إذن أقول البدع تنقسم إلى: مكفرة، وغير مكفرة، ليس كل من فعل البدع المكفرة وليس من عادته أن يفعل أن نكفره من أول وهلة حتى نطبق الشروط وتنتفي الموانع.

    : هل وضع اليد على المصحف عند الحلف هل يعتبر بدعة؟
    يعني وضع اليد من باب تكريم المصحف ما يظهر لي لا حرج فيه، هذا من باب التوثيق، كما توضع اليد مع اليد الأخرى عند البيعة، فهذا أظنه - -إن شاء الله- - من الصور الصحيحة لتوثيق الأمر.

    : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنتم أعلم بأمور دينكم أو كما قال، هل هذا الحديث يأخذ به في هذا الموقف؟
    أولا الحديث فيه مقال ولفظه: أنتم أعلم بأمور دنياكم وليس بأمور دينكم، بل العكس أنتم لستم أعلم بأمور دينكم، الله عز وجل هو الأعلم والأحكم في أمور الدين، لكن جاء في قصة تأبير النخل عندما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وجدهم يلقحون النخل يأبرون النخل، فظن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا لاعتقاد منه لا عن تجربة، فكان من باب الرأي قال: لا تفعلوا ذلك، فلما لم يفعلوا لم يتلقح النخل وصار شيصا يعنى بمعنى لم ينضج النضج الوافي،فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عرف أن هذا مبني على تجارب فكان بمثابة التشريع، قال أنتم أعلم بأمور دنياكم ومن هنا أمور الدنيا تنبني على التجارب أيا كان نوعها وتنبني على الإباحة والله أعلم.

    : ما الوسائل لمعالجة المراء عند المؤمن؟
    في الحقيقة أهم شيء ترويض النفس، الإنسان يجب أن يستحضر رقابة الله عز وجل أن يعمل بمبدأ الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، إذا أردت أن تجادل استحضر رقابة الله عز وجل عليك فيما تقول وما تفعل، ثم استحضر أنك تقول في الدين، وأنك تجادل في أمر تقول فيه على الله، ولتستحضر أيضا المعاني الأخرى من الورع والحذر من القول على الله بغير علم، وأن تتحرى الحق وتتجرد له، وأن تبتعد عن الهوى والتشهير، وأن تكون في جدالك مستعد جميع أنواع الاستعداد، إذا لم تكن مستعدا علما واستعدادا وخلقا أو ترى من نفسك أحيانا الإخلال بهذه الأمور فلتبتعد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:04 pm